البحث في موقعنا الإلكتروني

يستضيف معهد إفريقيا (جامعة الدّراسات العالمية)، ضمن سلسلة سمنارات أعضاء هيئة التّدريس، الأستاذ يوناس آشيني ديميسي، الأستاذ المشارك في العلوم السّياسية والعلاقات الدّولية في جامعة أديس أبابا. يشرك ديميسي جمهور النّدوة بخلاصات مشروع بحثه بعنوان: “الحداثة السّياسية المتفاوض عليها في إفريقيا: إلغاء الرّق وإعتاق الأرقّاء في إثيوبيا في أوائل القرن العشرين”، وذلك في يوم الأربعاء 20 مارس 2024 (12:00-14:00 ظهرًا بتوقيت الخليج) في مسرح معهد إفريقيا (خريطة الموقع). البرنامج مفتوح مجانًا للجّمهور بشريطة التّسجيل المسبق (سجّل هنا الحضور)

ملخّص البحث

يستقصي البحث التّأثير المتبادل بين ممارسات الاعتاق التّقليدي للأرقّاء والاستراتيجيات الدّولية الحديثة لمقاربة إلغاء الاسترقاق في إثيوبيا مطلع القرن العشرين. يخلص الباحث إلى أن المواقف المعيارية القديمة تجاه العِتْق من الرّق، والتي كانت متوافقة مع الملكية القانونية للعبيد، لم تتلاش تمامًا جرّاء سعى الضّغوط الدّولية للتّحفيز على إلغاء العبودية تمامًا، ولتطوير سياسات مكافحة العبودية وما تتطلّبه من الإصلاحات القانونية. وبدلًا من ذلك، أستصحب مبرر العِتْق لخدمة أجندة جديدة تدفع لإلغاء الاسترقاق، مما أدّى إلى توسيع ممارسة إلغاء الاسترقاق المتعدّدة الجّوانب والموجودة بالفعل في المنطقة. ستقوم النّدوة بتفكيك الحُجّة إلى جزأين.
أولًا، يفرّق البحث بين ردع ممارسة العبودية المنزلية وبين القضاء على تجارة الرّقيق، وكلاهما متجذّر بعمق في تسيير أشغال الدّولة. النّهج التّقليدي في عتق الأرقاء، المتجذّر في قانون الملوك الإثيوبي، لم يعمل على قطع العلاقات بين الأرقاء المحرّرين وأسيادهم السّابقين. عندما كان على إثيوبيا الاختيار بين التّوافق مع المعايير الدّولية لإلغاء العبودية أو الاحتلال الاستعماري في أوائل القرن العشرين، اختارت بدلًا عن ذلك البدء في حملة لاتخاذ تدابير جديدة لمكافحة العبودية. ويركّز الجّزء الثّاني من ورقة البحث على هذه الحملة، مؤكّدًا أن دُعاة إلغاء العبودية في إثيوبيا قد لجأوا إلى استثارة المشاعر القومية، وربطوا بين الحرّية واستمرار الدّولة والسّيادة في إثيوبيا الحديثة وبين تحرير العبيد المنزليين، حيث شجّعت الحملة إعتاق العبيد المنزليين لحماية تحرّر الأمة من الهيمنة الأجنبية.

على الرّغم من القوانين الصّارمة ضد تجارة الرّقيق والعبودية، فإن الاعتماد المستمر على منطق العِتْق التّقليدي يعني ضِمنًا أن التّسلسلات الهرمية الاجتماعية التي سبقت إعلان قانون إلغاء العبودية ظلّت ماثلة حتى السّبعينيات على الأقل. يرتكز البحث على فحص نقدي للمصدر القانوني الأساسي الذي يعود إلى العصور الوسطى، وهو قانون الملوك الإثيوبي، وكذلك يرتكز على مرسوم إلغاء العبودية لعام 1924. ويحلّل الباحث بانتباه كامل كتابات النّاشطين الإثيوبيين الذين ساهموا في الكتابة لصحيفة برهانا سلام في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين. كانت مجموعة النّاشطين هؤلاء مرتبطة بالمنظّمة غير الحكومية الوطنية المناهضة للعبودية: جمعية الحب وخدمة المجتمع، والتي دعت إلى إلغاء العبودية وإعتاق العبيد المنزليين

وفي الختام، يشير الباحث إلى أن عملية إلغاء العبودية في إثيوبيا اتّبعت مسارًا فريدًا. وكان لا بد من التّفاوض على الأفكار الدّولية الدّاعية إلى إلغاء الاسترقاق من خلال استخدام أساليب ترجع لحقبة ما قبل الحداثة، في صدد تحرير العبيد، والتي تهدف إلى تقدّم الحضارة والحفاظ على استقلال البلاد. وفي صدد التّفاوض على إلغاء العبودية كجزء من الحداثة السّياسية في إثيوبيا، اعتُبرت تجارة الرّقيق والإغارة على مصادر جلب العبيد انحرافات قانونية وجرائم، في حين استمرت ملكية العبيد المنزليين، بشرط أن يقوم الأسياد بعتق العبيد تدريجيًا، وتبني طرق بديلة من أشكال الخدمة المنزلية. ولم يسهّل هذا النّهج المحافظ عملية الإلغاء التّدريجي للعبودية فحسب، بل ساهم أيضًا في قمع العبودية وموروثاتها في الخطاب الرّسمي.

المتحدّث

يشغل يوناس آشيني ديميسي وظيفة استاذ مشارك في العلوم السّياسية والعلاقات الدّولية في جامعة أديس أبابا. نُشرت له العديد من المؤلّفات، ومن بيها كتاب: “عبيد الدّولة ومثقفو التّنمية: جذور التّنمية في إثيوبيا”، معهد ماكيريري للبحوث الاجتماعية (مراجعات معهد ماكيريري للعلوم الاجتماعية MISR) كمبالا، أوغندا، 2022، وشارك في تأليف كتاب “آثار الاحتجاج والإصلاح على الحكم المحلي في إثيوبيا”. إثيوبيا، مجلة الدّراسات الآسيوية والإفريقية. 2021;56(5):988-1006. تشمل اهتماماته البحثية النّظرية السّياسية والسّياسات التّاريخية والمقارنة للعلاقات بين الدّولة والمجتمع في إفريقيا ومن إفريقيا. يشغل ديميس حاليًا منصب رئيس قسم العلوم السّياسية والعلاقات الدّولية

مدير الجّلسة

يدير الجّلسة ماثيو إس هوبر، هو زميل زمالة علي مزروعي العليا في معهد إفريقيا (جامعة الدّراسات العالمية)، وهو أيضًا أستاذ التّاريخ بمعهد جامعة كالفورنيا التّقني، سان لويس أوبيسبو. تتركّز أبحاثه حول العبودية وإلغاء العبودية في عالم المحيط الهندي. .اقرأ أكثر

يستضيف معهد إفريقيا (جامعة الدّراسات العالمية)، ضمن سلسلة سمنارات أعضاء هيئة التّدريس، الأستاذ يوناس آشيني ديميسي، الأستاذ المشارك في العلوم السّياسية والعلاقات الدّولية في جامعة أديس أبابا. يشرك ديميسي جمهور النّدوة بخلاصات مشروع بحثه بعنوان: “الحداثة السّياسية المتفاوض عليها في إفريقيا: إلغاء الرّق وإعتاق الأرقّاء في إثيوبيا في أوائل القرن العشرين”، وذلك في يوم الأربعاء 20 مارس 2024 (12:00-14:00 ظهرًا بتوقيت الخليج) في مسرح معهد إفريقيا (خريطة الموقع). البرنامج مفتوح مجانًا للجّمهور بشريطة التّسجيل المسبق (سجّل هنا الحضور)

يستضيف معهد إفريقيا (جامعة الدّراسات العالمية)، ضمن سلسلة سمنارات أعضاء هيئة التّدريس، الأستاذ يوناس آشيني ديميسي، الأستاذ المشارك في العلوم السّياسية والعلاقات الدّولية في جامعة أديس أبابا. يشرك ديميسي جمهور النّدوة بخلاصات مشروع بحثه بعنوان: “الحداثة السّياسية المتفاوض عليها في إفريقيا: إلغاء الرّق وإعتاق الأرقّاء في إثيوبيا في أوائل القرن العشرين”، وذلك في يوم الأربعاء 20 مارس 2024 (12:00-14:00 ظهرًا بتوقيت الخليج) في مسرح معهد إفريقيا (خريطة الموقع). البرنامج مفتوح مجانًا للجّمهور بشريطة التّسجيل المسبق (سجّل هنا الحضور)

ملخّص البحث

يستقصي البحث التّأثير المتبادل بين ممارسات الاعتاق التّقليدي للأرقّاء والاستراتيجيات الدّولية الحديثة لمقاربة إلغاء الاسترقاق في إثيوبيا مطلع القرن العشرين. يخلص الباحث إلى أن المواقف المعيارية القديمة تجاه العِتْق من الرّق، والتي كانت متوافقة مع الملكية القانونية للعبيد، لم تتلاش تمامًا جرّاء سعى الضّغوط الدّولية للتّحفيز على إلغاء العبودية تمامًا، ولتطوير سياسات مكافحة العبودية وما تتطلّبه من الإصلاحات القانونية. وبدلًا من ذلك، أستصحب مبرر العِتْق لخدمة أجندة جديدة تدفع لإلغاء الاسترقاق، مما أدّى إلى توسيع ممارسة إلغاء الاسترقاق المتعدّدة الجّوانب والموجودة بالفعل في المنطقة. ستقوم النّدوة بتفكيك الحُجّة إلى جزأين.
أولًا، يفرّق البحث بين ردع ممارسة العبودية المنزلية وبين القضاء على تجارة الرّقيق، وكلاهما متجذّر بعمق في تسيير أشغال الدّولة. النّهج التّقليدي في عتق الأرقاء، المتجذّر في قانون الملوك الإثيوبي، لم يعمل على قطع العلاقات بين الأرقاء المحرّرين وأسيادهم السّابقين. عندما كان على إثيوبيا الاختيار بين التّوافق مع المعايير الدّولية لإلغاء العبودية أو الاحتلال الاستعماري في أوائل القرن العشرين، اختارت بدلًا عن ذلك البدء في حملة لاتخاذ تدابير جديدة لمكافحة العبودية. ويركّز الجّزء الثّاني من ورقة البحث على هذه الحملة، مؤكّدًا أن دُعاة إلغاء العبودية في إثيوبيا قد لجأوا إلى استثارة المشاعر القومية، وربطوا بين الحرّية واستمرار الدّولة والسّيادة في إثيوبيا الحديثة وبين تحرير العبيد المنزليين، حيث شجّعت الحملة إعتاق العبيد المنزليين لحماية تحرّر الأمة من الهيمنة الأجنبية.

على الرّغم من القوانين الصّارمة ضد تجارة الرّقيق والعبودية، فإن الاعتماد المستمر على منطق العِتْق التّقليدي يعني ضِمنًا أن التّسلسلات الهرمية الاجتماعية التي سبقت إعلان قانون إلغاء العبودية ظلّت ماثلة حتى السّبعينيات على الأقل. يرتكز البحث على فحص نقدي للمصدر القانوني الأساسي الذي يعود إلى العصور الوسطى، وهو قانون الملوك الإثيوبي، وكذلك يرتكز على مرسوم إلغاء العبودية لعام 1924. ويحلّل الباحث بانتباه كامل كتابات النّاشطين الإثيوبيين الذين ساهموا في الكتابة لصحيفة برهانا سلام في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين. كانت مجموعة النّاشطين هؤلاء مرتبطة بالمنظّمة غير الحكومية الوطنية المناهضة للعبودية: جمعية الحب وخدمة المجتمع، والتي دعت إلى إلغاء العبودية وإعتاق العبيد المنزليين

وفي الختام، يشير الباحث إلى أن عملية إلغاء العبودية في إثيوبيا اتّبعت مسارًا فريدًا. وكان لا بد من التّفاوض على الأفكار الدّولية الدّاعية إلى إلغاء الاسترقاق من خلال استخدام أساليب ترجع لحقبة ما قبل الحداثة، في صدد تحرير العبيد، والتي تهدف إلى تقدّم الحضارة والحفاظ على استقلال البلاد. وفي صدد التّفاوض على إلغاء العبودية كجزء من الحداثة السّياسية في إثيوبيا، اعتُبرت تجارة الرّقيق والإغارة على مصادر جلب العبيد انحرافات قانونية وجرائم، في حين استمرت ملكية العبيد المنزليين، بشرط أن يقوم الأسياد بعتق العبيد تدريجيًا، وتبني طرق بديلة من أشكال الخدمة المنزلية. ولم يسهّل هذا النّهج المحافظ عملية الإلغاء التّدريجي للعبودية فحسب، بل ساهم أيضًا في قمع العبودية وموروثاتها في الخطاب الرّسمي.

المتحدّث

يشغل يوناس آشيني ديميسي وظيفة استاذ مشارك في العلوم السّياسية والعلاقات الدّولية في جامعة أديس أبابا. نُشرت له العديد من المؤلّفات، ومن بيها كتاب: “عبيد الدّولة ومثقفو التّنمية: جذور التّنمية في إثيوبيا”، معهد ماكيريري للبحوث الاجتماعية (مراجعات معهد ماكيريري للعلوم الاجتماعية MISR) كمبالا، أوغندا، 2022، وشارك في تأليف كتاب “آثار الاحتجاج والإصلاح على الحكم المحلي في إثيوبيا”. إثيوبيا، مجلة الدّراسات الآسيوية والإفريقية. 2021;56(5):988-1006. تشمل اهتماماته البحثية النّظرية السّياسية والسّياسات التّاريخية والمقارنة للعلاقات بين الدّولة والمجتمع في إفريقيا ومن إفريقيا. يشغل ديميس حاليًا منصب رئيس قسم العلوم السّياسية والعلاقات الدّولية

مدير الجّلسة

يدير الجّلسة ماثيو إس هوبر، هو زميل زمالة علي مزروعي العليا في معهد إفريقيا (جامعة الدّراسات العالمية)، وهو أيضًا أستاذ التّاريخ بمعهد جامعة كالفورنيا التّقني، سان لويس أوبيسبو. تتركّز أبحاثه حول العبودية وإلغاء العبودية في عالم المحيط الهندي. .اقرأ أكثر

ابق على تواصل

اشترك في قائمتنا البريدية واحصل على آخر الأخبار من معهد إفريقيا

تابعنا